النص .. القارئ .. الكاتب .. رواشن
البُعد الرابع للشِعر
من التراث العربي الحيّ اخترنا ”رواشِن“.. ويأبى القاموس أن يكون للكلمة (مفردها رَوْشَن) معنى وحيد، فهي تحمل معنى الرف (الصديق الأبدي للكتاب) وتحمل معنى (النافذة التي تتوسط حائطاً أو سقفاً لتسمح بمرور الضوء والهواء)، وهي بين هذين المعنيين تُتيح لنا أن نكون نافذةً مفتوحةً على العالم.
وما معنى أن تكون رواشِن بُعداً رابعاً للشِعر؟ أن نعودَ بالحياة إلى الشِعر.. أول الفنون المسجّلة باللغة العربية، وأعرق الآداب التي حفظها التاريخ عبر مئات السنوات، لا يزال حيّاً بيننا، لكنّه يتوارى خلف مئات الوجوه، نقرؤه عابراً في منصات التواصل الاجتماعي، وفي البقية الباقية من صفحات الجرائد والمجلات، وبصعوبةٍ نجد كتابَ شعرٍ حديث في يد قارئ. سنبتنّى في رواشِن كتب الشِعر، والشِعر فقط، وسنعمل على اكتشاف الشِعر الذي لم تسعفه الإمكانات في الخروج إلى الضوء. كما سنعمل على إنتاجَ إصدارات شِعرية لم تحصل على فرصة كافية للبروز في عصر التقنية.
نعمل بشكل مؤسسي احترافي، لضمان أعلى مستويات الجودة في بناء العلاقة بين الكاتب و”رواشِن” من جهة، وبيننا سوياً وبين القارئ من جهة أخرى، إذ يضمن العمل المؤسسي للأطراف ذات العلاقة آلية واضحة للتعاون، ويحفظ حقوق جميع الأطراف التي تشترك فيه.
يبقى أن نقول إن كل ما أنجزه الإنسان على مرّ علاقته بكوكب الأرض كان فكرة أولاً (والشِعر فكرة)، وأن الأفكار حين تقرر أن تتحول إلى عمل، فإنها تشق طريقها، بالابتكار، نحو إنجازات أكبر!